ارفع رأسك يا أخى

ارفع رأسك يا أخى ..

اليوم 18 يونيو 2022
يا فتاح ياعليم .. يارزاق يا كريم
صباح الخير يا مصر
صباح الخير ,
يا شمس وقمر ، وفجر وسحر ، وليل وسمر ،

ونيل وشجر ، وزرع وبشر
وتاريخ وضمير ومصير وقدر
صباح الخير يا مصريين
صباح الخير يا صابر
صباح الخير يا بهية ويامريم وياحنا ويامقدس شنوده ويابن العم عبد الودوود
صباح الرجولة والأصالة يا أبويا أبو سويلم .. وصباح التحدى يا فؤاده
صباح العزة يا فرحة ..
وصباح البطولة يا هلال ويا نور
صباح الفخر يا زهران .. وصباح النصر يا عسران
صباح المجد يامنسى ويا رفاعى ويارياض وياشفيق مترى سدراك
وصباح الورد .. ياوردة دم كل شهيد
وكل بطل وكل فدائى وكل مصرى ( ميه ميه)
وصباح (أرفع رأسك ياأخى ) والعزة والكرامة .. وهامة الرجال يا ناصر
وصباح ( تحيا مصر ) بالتلاته .. يا ريس عبد الفتاح
وصباح الوعى والحداقة والمفهومية والشهامة والأصول
يا ولاد بلدى ياجدعان .

أحنا فى النصف التانى من شهر يونيو
ويونيو ..شهر مصرى بجد
يشبهنا
يشبهنا فى انكسارنا ..وانتصارنا
فى كوابيسنا وأحلامنا .. فى نايّنا ونغمتنا وأرغولنا وموالّنا
فى أحزاننا وأفراحنا ..وأعيادنا وأتراحنا
خد عندك :
5 يونيو ، و 9 و 10 يونيو ، و 13 يونيو ، و 18 يونيو ( مكرر ) و 23 يونيو ، و24 يونيو ، و30 يونيو ..و ..و

ولو دورتوا فى التاريخ حتلاقوا كل يوم فى يونيو ساب خط فى كفوفنا ، وجرح فى صدورنا ، وبسمة فى شفاهنا ، وفرحة فى عيوننا
وحرقة نار وحضنة دفا فى شمسنا

وإحنا يجى علينا يونيو ويوليو وأكتوبر وديسمبر ويناير
وكل شهر ميلادى وهجرى وقبطى من ألف وألف وألف سنة
وإحنا زى ما أحنا
إحنا .. ملح الأرض ووتد الخيمة .. والنار على علم
والكلمة الأولى والأخيرة فى قصة حياة التاريخ .

وحكايات يونيو ..كتيرة ..وحزينة ..وسعيدة ..وعلى كل شكل ولون
ولو حاولنا نحكى كل حكاية فى يونيو ..ما يكفيناش العمر

لكن علشان النهاردة 18 يونيو
خلينا نحكى مشهدين قصيرين
مرتبطين
رغم إن بينهم 50 سنة فرق زمن

المشهد الأول : 13 يونيو 1906
فى قرية صغيرة فى الشرقية إسمها دنشواى
والمشنقة .. وأربعة رجال يُشنقون ..يتقدمهم زهران
و12 رجلا غيرهم يجلدون 
والضابط الإنجليزى يدخن البايب .. والنساء يبكون ويولولون
والمشهد ده سجله الشاعر صلاح عبد الصبور :

(وثوى فى جبهةِ الأرض الضياءْ
ومشى الحزنُ إلى الأكواخِ ، تِنِّينٌ له ألفُ ذِراعْ
كل دهليزٍ ذراعْ
من أذانِ الظهرِ حتى الليلِ .. يا للهُ ، ..
فى نصفِ نهارْ
كلُ هذى المحنِ الصمَّاءِ فى نصفِ نهارْ
مُذ تدلى رأسُ زهرانَ الوديعْ )

نعم  فى 13 يونيو 1906 .. تدلى رأس زهران الوديع

ويمر 50 عام

وفى 18 يونيو 1956 ترتفع رأسُ أخرى

لا ..بل ملايين الرؤوس الأخرى .. 20 مليون رأس مصرى أخرى ترتفع فى كرامة

فى معسكر الشلوفة على ضفاف قناة السويس

يقف زهرانٌ مصرى أخر .. أسمه ناصر

أسمر زى مية النيل ..شامخ زى الهرم ..
كفه خشنه زى الصخر .. وراسه مرفوعه زى العلم

ناصر واقف بيرفع العلم

يرفع العلم المصرى الأخضر فى قلبه الهلال والنجوم البيضاء
ويصيح فى المصريين : ” إرفع رأسك يا أخى ..فقد مضى عهد الإستعباد “

ومرة أخرى يسجل صلاح عبد الصبور المشهد :

( لترتفعْ ، لترتفعْ ، يا أيها المجيدْ
ياأجملَ الأشياءَ فى عينىَّ ، أنت ياخفاقْ
يا أيها العظيمُ ، يامحبوبُ ، يارفيعُ ، يا مهيبْ
يا كل شىءٍ كانَ فى الحياةِ ، أو يكونْ
يا عَلمَى ، يا علمَ الحريهْ
فداءُ تلكَ اللحظةِ الثريهْ
مضى إلى السكونِ من أحبابنا ألوفْ
ليجعلوا قلوبهم تلاً من الترابْ
يقومُ فوقَهُ العَلمْ
ليفتلوا عروقهُم ساريةً مجيدهْ
يزينُ فرعها العلمْ )

فليفتخر كل مصرى بزهران .. وليحيى ذكرى جمال

ولترتفع هامة كلُ مصرى  فى كل يوم من يونيو وفى كل يوم من أيام الله

فرأس ذهران تدلت فى 13 يونيو 1906 ..لترتفع رؤوسنا إلى الأبد

وناصر هتف فى 18 يونيو 1956 :
أرفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الأستعباد

عاش زهران

وعاش ناصر

وتحيا مصر .. بالتلاتة .. كما يردد بإصرار .. الريس عبد الفتاح ..!
د/هانى شعيب
أستاذ الطب النفسى بلندن

Leave a comment