الإخوان والسد العالى وإغراق مصر قصة خيانة دائمة

الإخوان والسد العالي وإغراق مصر.. قصة خيانة دائمة
الجمعة، 11 سبتمبر 2020

مع كل فيضانات للنيل ومع كل موجة جفاف وتصحر نتذكر السد العالي ونترحم على جمال عبدالناصر ونلعن الإخوان وكل من قاد هجمات التشويه والتزييف والتزوير ضد السد والزعيم الراحل منذ السبعينات والثمانينات وحتى الآن وفي المقدمة منهم هذه الجماعة الارهابية.

هي قصة خيانة دائمة للوطن على مر الزمن منذ نهاية العشرينات من القرن العشرين مع تأسيس الجماعة التي تآمرت طوال الوقت لتدمير مصر وإغراقها فتحالفوا مع أعدائها في الخمسينات ضد ثورة يوليو وتآمروا لتدمير القناطر الخيرية والجسور والكباري ومحطات الكهرباء وعدد من المنشآت الحيوية في أغسطس عام 1965 فيما عُرف “بتنظيم 65” بقيادة القيادي الإخواني سيد قطب.

صلوا وسجدوا شكراً لله على هزيمة مصر في يونيو رغم دماء آلاف الشهداء التي خضبت أرض سيناء ورغم الحزن الذي ساد كل بيت مصري.

مع تولي السادات كمان كان يقول كلما تذكر عبدالناصر
-أفرج عن عمر التلمساني المرشد العام الثالث للإخوان والمئات من أعضاء الجماعة بوساطة وترتيب من العاهل السعودي الملك فيصل وبرغبة من السادات نفسه وسمح لهم بالحركة والنشاط خصوصاً في الجامعات لمواجهه التيار الناصري واليساري بشكل عام الذي شكل إزعاجاً سياسياً للسادات وتم إعادة إصدار بعض مجلاتهم ومطبوعاتهم، وتم إعادتهم إلى وظائفهم. جاءت الفرصة الذهبية للانتقام من مصر وعبدالناصر وإنجازاته وصدرت عشرات الكتب والمذكرات التي حاولت تشويه الرجل وتزامن معها أيضاً مئات المقالات من أعداء الرجل من كبار المُلاك والإقطاعيين الذين عادوا للحياة السياسية مرة أخرى في بداية السبعينات ومرحلة الردة على ناصر ونهجه وعصره.

كان الإخوان في المقدمة وجيَشوا إصدارتهم وأقلامهم للثآر من الرجل في قبره بكل الغل والحقد الدفين في نفوسهم وقلوبهم المريضة وأطلقوا لخيالهم المريض العنان في نسج الروايات الكاذبة والأساطير الوهمية عن عبدالناصر حتى بلغ الفُجر في الخصام والعداوة أن يكتب كبيرهم الذي علمهم الخيانة للوطن عمر التلمساني في كتابه
”قال الناس ولم أقل في حكم عبدالناصر”؛
مُطالباً بهدم السد العالي أحد أهم إنجازات عبدالناصر وأعظم بناء هندسي في القرن العشرين؛ وقال “الأهوال المريعة والخسائر الفادحة التي سبَّبها وسيُسببها هذا السد الأنكد، نسأل الله أن يهيئ لمصر من يكون له من الحزم والحسم ما يقضي به على هذا السد المشئوم ويهدمه قبل أن تحل بنا أخطاره المحققة الماحقة».

وزعم التلمساني الحاقد “لقد كان هذا السد سبباً في فقد الكثير من آثارنا القديمة التي يأتي الناس من أطراف الأرض لمشاهدتها وما فيها من فن وإبداع وإعجاز.

لقد أصبحت الجسور والقناطر المقامة على النيل عُرضة للإنهيار، وما يسببه الانهيار من خسائر في الأموال والأرواح.”

ويستمر في بث سمومه وضغينته في الكتاب قائلاً”لم يبق شر من الشرور لم يجلبه علينا هذا السد البغيض الذي لم يقم لمصلحة مصر، ولكن إرضاءً لغرور أجوف ملأ جوانب حاكم لم يؤتَ من العلم والرحمة والوفاء للوطن والتقدير للعقيدة، لا قليلاً ولا كثيرا … اهدموا السد قبل فوات الأوان”..!!

واستمر الهجوم الحاقد حتى جاءت كوارث الجفاف والمجاعات التي أصابت أفريقيا ودول حوض النيل في بداية الثمانينات وحمى السد العالي مصر من هذه الكوارث حيث تم سحب مايقرب من 70 مليار متر مكعب من المخزون ببحيرة السد العالي لتعويض العجز السنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل.

حمى السد العالي مصر من أخطار الفيضانات العالية التي حدثت في الفترة من 1964 إلى 2002، فلولا وجود السد العالي لهلك الحرث والنسل ولتكبدت الدولة نفقات طائلة في مقاومة هذه الفيضانات وإزالة آثارها المدمرة علاوة على دوره في إعادة هندسة الحياة المصرية والتنمية الزراعية والصناعية -كما قال الخبير العالمي المصري الدكتور رشدي سعيد- كما يحميها الآن من هذه الفيضانات المدمرة التي يتعرض لها السودان الشقيق والتي لم تحدث منذ 100 عام تقريباً أي منذ فيضانات 1902 ولولا عناية الله والسد العالى لامتد آثار تلك الفيضانات إلى محافظات ومدن مصر المحروسة كما كان يحدث قبل بناء السد وترويض النهر وتوفير مياهه في بحيرة ناصر ومفيض توشكى.

ومع سنوات الجفاف والتصحر والمجاعة في الثمانينات رد الله مكر وحقد الحاقدين والمتآمرين على الوطن ومنجزاته إلى نحورهم ووقف السد العالي شامخاً في صمت كحائط صد ضد أية مجاعة أو فيضان  وأخرس ألسنة الكذَبة والخونة.

أتذكر في تلك السنوات وفي ظل الهجوم على السد وعلى عبدالناصر ثم صمت الخرفان.. تنطلق كلمات جبرتي الصحافة المصرية الكاتب العظيم الراحل أحمد بهاء الدين في عموده الشهير بصحيفة الاهرام العريقة “يوميات” فى 26 يونيو 1987.. تنطلق كالشهب الحارق والسيف الباتر ضد كل من هاجم السد وعبدالناصر.. تحت عنوان مازال هو الأكثر شهرة واستخداماً في الصحافة المصرية
“موتوا بغيظكم”..
قال فيه: “سنذهب جميعاً إلى القبور، وسيأخذ كل رجل من رجال تاريخنا حجمه الطبيعي بعد أن تختفي أجيالنا التي تحركها الأهواء والأحقاد والميول المتباينة في شتى الجهات وسيبقى إسم جمال عبدالناصر علامة في تاريخ مصر والأمة العربية وثلاث قارات من قارات العالم الخمس.. علامة لم يسبقه إليها عربي مصري ولا عربي منذ قرون!.. وستبقى ثورة ٢٣ يوليو بخيرها وشرها ككل ثورة علامة ناصعة في تاريخ كل المستضعفين في الأرض شعوباً ودولاً!.
قولوا ألف مرة أن عبدالناصر كافر وأنه زنديق! وأنه عسكري زنيم وأن اليهود تولوا تربيته في حي السكاكيني صبياً وأجروا له غسيل مخ في الفالوجا ضابطاً وأن الامريكان تسلموه من إسرائيل ليحكم مصر باسمهم! نعم، هذا بنص «التاريخ» الذي يُكتب هذه الأيام.. سنذهب جميعاً ويأخذ كل واحد حجمه الحقيقي بعد سنة وبعد مائة سنة!. الذين يكتبون عن ٥ يونيو بابتهاج شديد! يذرفون دموع التماسيح على القتلى والجرحى، ذلك أنهم شربوا شمبانيا يوم غزو الإنجليز لمصر سنة ١٩٥٦ ثم خاب ظنهم حتى حققت ٦٧ لهم الأمل.. وهم يعتبرونه انتصاراً لهم.. الذين يتاجرون بدم الشهداء ويكذبون على الأموات ويستعملون المجانين! أنهم لا يرون مأساة تناقضاتهم التي يسخر منها أبسط الناس”.

ويختم بهاء الصحافة العربية مقاله الشهير “عبدالناصر لم يترك لكم أهرامات، ومعابد، تبقى بلا بشر إنما ترك لكم سداً عالياً وكهرباء ومصانع كلها «كائنات حية» تحتاج إلى مجهود بشري متواصل ورعاية تحدد وتوسع.. تركها لكم ومات منذ ١٧ سنة فهو ليس مسئولاً عن الإهمال والهدم والتسيب بل والتدمير المتعمد الذي أوصلنا إلى هذا الحال!. ترك مصر في حالة حرب ولكنها تبني مجمع الألومنيوم في نفس الوقت وديونها أقل من ألف مليون دولار. بعد 17 سنة من وفاته وصلت الديون إلى اربعين ألف مليون..! أخذ من القادر وأعطى غير القادر.
الأن يأخذ القادر ملايين الدولارات ويهرب مُكرماً إلى أوروبا”

حمى الله مصر بسدها وشعبها … ورحم الله ناصر وقاتل الخونة والمتآمرين..!

عادل السنهوري

Leave a comment