المهلكة ومصر والحقد والكره

#مملكة_الشر
#ياللي_بتسأل_عن_حرب_اليمن
“ومن نماذج الحقد الأعمى أن الملك ( السعودي ) بذل في واشنطن جهوداً تخلت حتى عن الكبرياء والكرامة في سبيل أن يوقف اتفاقيات التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين الجمهورية العربية المتحدة.
وثمة برقية تلقاها الشيخ عبد الله الخيال، سفير المملكة السعودية في واشنطن، عندما أعلن في القاهرة عن سفر الدكتور عبد المنعم القيسوني إلى أمريكا لإجراء محادثات اقتصادية هناك تحمل توقيع الملك وتقول بالنص تقريباً:
“قل لأصدقائنا في واشنطن أنه لا يجب أن يعود القيسوني إلى مصر ومعه دولار واحد، لا من الحكومة الأمريكية ولا من صندوق النقد الدولي.
إن أصدقاءنا يجب أن يتأكدوا أن جمال عبد الناصر شيوعي وأنه عدو لهم كما هو عدو لنا ومساعدة مصر ضرر بليغ لمصالحنا جميعاً”.
ومن نماذج إصرار الملك على القتل أن جلالته الآن مشغول – شخصياً – بتنظيم حركات سرية يريدها في مصر ذاتها.
جلالته قال لبعض المصريين الهاربين والخونة عندما اجتمع بهم في الشهر الماضي في الرياض:
– إنني على استعداد لأن أدفع حتى من مائة مليون جنيه حتى أخلص من هذا النظام القائم في مصر.
وقدم الملك بالفعل دفعة أولى قيمتها خمسة ملايين جنيه.
ثم قال للذين كانوا معه:
– أعطوني أي إشارة تدل على أنكم تعملون وأنا أدفع من غير حساب!
وقالوا للملك:
– إنهم سوف يزيدون من نشاط الإذاعات السرية.
وسوف يغرقون مصر بالمنشورات.
وقال الملك:
– إنني أريد أشياء عملية … اتصلوا بضباط في الجيش … مالكم أصدقاء بين ضباط الجيش المصري؟
وقال #أحمد_أبو_الفتح الذي كان يحضر المقابلة:
– أنا لي بينهم أصدقاء كثيرون!
قال الملك:
– زين … اتصل بهم.
والتفت الملك إلى #مرتضى_المراغي  وكان يحضر المقابلة أيضاً:
– وأنت … لقد كنت وزيراً للداخلية مرات عديدة في مصر … ألا تستطيع ترتيب انفجار قنبلة واحدة في مصر … في أي مكان.
أريد قنبلة واحدة ولو … حتى يسمع أصدقاؤنا في واشنطن،

إنهم يتصورون أن الأمور في مصر مستقرة، ولو حدث شيء واحد يؤثر على هذا الاستقرار فسوف يكون لي معهم كلام آخر.
وقال مرتضى المراغي:
– إن الأمر قد يكون صعباً بسبب يقظة سلطات الأمن في مصر.
وقال الملك من غير تردد ولا خجل مع الأسف:
– هل يقظتهم في مصر أكثر من يقظة ديجول؟ هل هم أقوى منه؟
كيف يستطيع الجيش السري الفرنسي أن “يسوِّى” كل هذا الذي يقوم به يومياً في الجزائر؟
نكس مرتضى المراغي رأسه وقال:
– نحاول يا طويل العمر.
وخرجوا وجلالته في حالة هستيرية يقول:
– اعملوا إذاعات … منشورات … لكن المهم هو ضباط الجيش والمهم تفجير قنبلة أي قنبلة في أي مكان!”
__________________________________________________________
محمد حسنين هيكل
بصراحة : الأهرام : 11 مايو / أيّار 1962

قبل اندلاع الثورة اليمنية بأربعة أشهر ونصف

Leave a comment